نوروز العيد القومي.....................
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
نوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار)، هو العيد القومي لدى الشعب الكردي، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة و انه من الأعياد القديمة التي يحتفل بها أهلنا في كردستان ، والذي يصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الأسيوية،
لكنه يحمل ايضا صفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، وفق الأسطورة التي تشير الى أن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره احد الحكام الظالمين .هو العيد التقليدي الذي يحتفل خلاله برأس السنة. يحتفل البعض بهذا العيد في 21 آذار والبعض الآخر يسميه يوم الاعتدال الربيعي والذي يقع عادة بين 20 و22 آذار . يعتبر البعض هذه المناسبة حفلة الربيع، وهذا اليوم في كردستان العراق يعد من أجمل الأيام عندنا يبدأ الاحتفال به منذ الصباح حتى اليوم الثاني حيث تشعل النار في مساء العشرين من نوروز فوق أعالي الجبال وقرب بيوتنا، تيمناً بهذا اليوم المبارك. وماذا يعني إشعال النار؟ وما هي الأسطورة ؟ أجاب د. رياض حبيب: النار كانت إشارة للبدء في الثورة ضد الملك الظالم (ضحاك) بقيادة (كاوه الحداد) رجل فقير عنده ابن كان ثائرا مع الثوار وكان هناك ملك ظالم قتل ابنه اي قتل ابن الحداد ، سقط الملك الضحاك على يد كاوه البائس التعبان الحزين في ( عين كاوه ) الكرد يحتفون بها ويستذكرون تاريخهم الجميل . إذن ماذا يعني عيد نوروز في اللغة والتاريخ ؟ أصل كلمة نوروز هو من الأفستية وتتكون من Nava يعني “جديد” وrezaŋh أي “يوم” أو “ضوء الصباح” مما يعني يوم جديد (أو ضوء جديد) وهذه الكلمة لها نفس المعنى بالكوردية (نو=جديد + روز=يوم أي يوم جديد)اليوم الأول في السنة الكوردية
هو أحد أقدم الاعياد الذي عرفها الاكراد حتى من قبل الميلاد يقع في 3-21 من كل العام وفي كل عام في هذا التاريخ يخرجون الاكرا للسفرة ويلبسون الزي المحلي للاكراد ويشعلون النيران في تلول الجبال والاكراد يحكونها بعدة الاصاطير لكن الأهم الاصاطير هو ان كان في كردستان ملك كان في ثعبانين .
//
معاني نوروز
كلمة نوروز.. نوروز ـ أي اليوم الجديد، وهو اليوم الأول للعام الشمس الكوردي الجديد، واليوم التاسع لشهر آذار حسب التقويم اليوناني، أو اليوم الحادي والعشرين من أذار في التقويم الغربي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل مع النهار، يحتفل الشعب الكوردي بهذا اليوم منذ آلاف السنين، ويعتبره عيداً قومياً ووطنياً. وقصة نوروز باختصار كما هي معروفة للكورد وكثيرين من أصدقائهم في العالم هي قصة شعب يئن تحت الظلم والقهر على أيدي جلاوذة مستبد سفاح يدعى (زهاك) ظهرت دمَلتان في منكبيه على شكل ثعبانين، يصف له أطباؤه مخ الشباب دواء، فيأمر بقتل شابين كرديين كل يوم، فينتشر بذلك الفزع والرعب بين صفوف الشعب، ولكن طباخيه الذين سئموا تلك الجريمة النكراء يكتفون بقتل شاب واحد كل يوم ويتركون الآخر ليهرب إلى الجبال، حيث تألفت من الناجين عصابات مناوئة للنظام الاستبدادي البشع، إلى أن يظهر حداد يدعى (كاوا) يرفض أن يقضي الملك على أولاده وبني قومه، فيحمل مطرقته ويذهب إلى القصر ليهوي بها على رأس الطاغية ويحرَر العباد والبلاد من ظلمه وعدوانه، فيشعل الشباب النيران على رؤوس الجبال إيذانا بانتهاء شتاء حكم (زهاك) وقدوم ربيع عهد الحرية.
نصب على العرش حاكم جديد، باسم فريدون، من نسل شيدين، وقد عم في عهده الخير والحرية والبركة. وحينما يحتفل الشعب الكوردي في هذا اليوم، إنما يعبر عن مباهج هذا اليوم المجيد في تاريخه، والذي سموه بـ نوروز والتي تتكون من كلمتين كورديتين (نوي)والتي تعني الجديد، و(روز)والراء بثلاث نقط تعني يوم أو كدلالة على العهد، فتعني اليوم أو العهد الجديد. إن الاساطير المختلفة عن مناسبة هذا اليوم، تعطي تفسيرات مفادها حتمية النور على الظلام، العدالة على الظلم والاستبداد، ولكن مهما كان السبب، سواء الفرحة بنهاية عذابات برد الشتاء القارص، وحلول فصل الربيع الجميل، أو فرحة التحرر من حكم الظالم الجائر وانتزاع الحرية وانتشار الطمأنينة، فأن هذا اليوم أصبح للشعب الكوردي تقليداً خالداً يحتفل به منذ آلاف السنين. أن الشعب الكوردي يحتفل بهذا اليوم القومي ويصون مراسمه في كل زوايا كوردستان، فحينما يوقد الكورد النار، التي تذكر بالنار التي همشت بجسد الحاكم الجائر، إنما يسهمون في إقامة استعراض ومهرجان، ويخطرون بذلك كل الظالمين والمستبدين، بأنهم سيلاقون مصيراً مشابهاً لمصير ضحاك أو أكثر روعاً. لقد صح الشعراء الكورد بالتغني بهذا اليوم القومي المجيد، وأمتلأت ملاحمهم بصداه. والشعب الكوردي المتعطش للحرية والاستقلال، يقيم الأفراح والمباهج في هذا اليوم القومي المجيد، معتبراً أياه عظيماً متوارثاً عن التقاليد القومية، التي تمجد الانعتاق من الاستبداد والظلم.
نه وروز كبرى مناسبات كوردستان
نبذة تاريخية:
الاحتفال بعيد نوروز يعد من أقدم واقدس المناسبات الكوردية لكونها تعبير شعبي صادق لاثبات الوجود القومي والوطني لهذا الشعب، فهو مستنبط من تراثه العريق وتقام على أرض كوردستان ذات الطبيعة الخلابة في أول أيام فصل الربيع (21/3) ورأس السنة الكوردية.. مهرجان شعبي يشترك فيه جميع أبناء كوردستان وهي رسالة حب إلى الإنسانية جمعاء من قبل أبناء شعب تواق إلى الحرية ونيل حقوقه المشروعة. وفي الحقيقة لأحداث نوروز جانبان مهمان: الأول يؤكد بأن احياء هذه المناسبة كعيد ربيع ونماء وتحرر الطبيعة من الانجماد والانكماش نتيجة العواصف الثلجية التي تجتاح طبيعة كوردستان في الشتاء نحو الانفتاح والحركة والإنتاج، وبالتالي عيد الربيع أرث تاريخي قديم لسكان كوردستان الذين يعتبرون من أقدم شعوب الأرض حيث بدؤا بالزراعة واقاموا التجمعات السكنية في كهوف كوردستان “كما يشير الباحثون المختصون”. وهذا الجانب أقدم بكثير من الجانب الثاني الذي تزامن مع هذه المناسبة قبل (2706) سنة والتي تتجسد في قيام ثورة كاوه الحداد للقضاء على أكبر رمز من رموز الظلم والاضطهاد في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكورد لانهاء حكم الطاغية ضحاك. وان هذه الحادثة كما يشير إليها المؤرخ الكوردي الكبير شرف خان البتدليس في كتابه المشهور (شرف نامه) أعطت خصوصية للشعب الكوردي من بين الشعوب الارية لاحياء ذكرى هذه المناسبة في كل سنة والتزامه التام بها فضلا عن تمسكه بها كشعب من الشعوب الآرية منذ أقدم العصور.
وفي وصف لهيب “نوروز يقول النويري: كيف ابتهاجك بالنيروز يا سكني وكل مافيه يحكيني وأحكيه فتارة كلهيب النار في كبدي وماؤه كتوالي عبرى فيه انعكاس نوروز في أدبيات النخبة الكوردية اهتم الشعراء الكورد باعتبارهم النخبة لفترات متلاحقة من تاريخ الشعب الكوردي بمناسبة “نوروز” وانعكست احتفالاتها في أدبياتهم الجميلة حيث عبروا من خلالها عن شعورهم القومي واعتزازهم بها. يظهر اهتمام الشاعر الكبير ملا أحمدي جزيري (1407-1481) بهذه المناسبة في قصيدة له بخصوص “نوروز” حيث يشير إلى نورها الابدي المعبر وهي مناسبة لرأس السنة والاحياء والانتعاش. اما أحمدي خاني (1650-1706) صاحب ملحمة “مه م وزين” التي تنعكس فيها آمال وطموحات شعبه في الحرية والاستقلال فهو كذلك يشيد بهذه المناسبة ويشير إلى خروج الناس إلى الطبيعة للاحتفال بعيد “نوروز” والتعبير عن نزهة القلب”. روزا كو دبويه عيدى نه رووز تعظيم ز بو دمال دل ئه فروز ولدى مولوى (1806-1882) شاعر الطبيعة والحب نجد في “نوروز” علامة بداية فصل الربيع والنماء. “نيشانه ى نه وروز واده ى وه هار ه ن يا نيشانه ى ئاماى نامه ى نيكَاره ن” وفي قصيدة “نه وروز” للشاعر وفائى (1841-1902) شاعر الغزل والهيام نجد بأنه يرى في حلول الربيع واطلالة “نوروز” انتعاش الهوى والحب بين العشاق وتبادل الرسائل القلبية بينهم. “نه سيمى بادى نه وروزى شه ميمى عه بهه ر ى هينا به ريدى عاشقان ديسان به يامى دلبه رى هينا”
دور بيره ميرد في اقامة احتفالات نوروز: ونجد اهتماماً منقطع النظير عند الشاعر بيره ميرد بهذه المناسبة فهو كان حريصاً أكثر من غيره على احياء ذكرى نوروز في منطقة (كاريزى وه ستا شريف) عند مرتفع “مامه ياره” الشهير في مدينة السليمانية وكان يهيئ ويعد العدة لها باعداد الاناشيد والاغاني النوروزية في مدرسة زانستى التي كان استاذا أو مديراً فيها فترة من الزمن مشجعاً طلاب المدرسة باداء تلك الأناشيد بشكل جيد ومشاركتهم الفعالة في احياء مناسبة نوروز بملابسهم الشعبية الجميلة لتقديم أجمل الدبكات الفولكلورية، وكان قبل ايام يقيم مخيماً هناك لاستقبال المحتفلين من اهالي السليمانية. وأحياناً كان يطبع كارتات خاصة بنوروز لتبادل التبريكات، وكان يستغل صحيفته المشهورة “زين” لخدمة هذه المناسبة وتشجيع أبناء شعبه للاحتفال بعيد نوروز في الهواء الطلق. ولا يخفى بأن بيره ميرد عانى من مواقف الرجعيين الكورد وأزلام السلطة الذين كانوا يعارضونه ويوجهون له شتى الأباطيل بهتاناً لكونه كان مجداً وناشطاً كبيراً من بين مثقفي أبناء امته، ولكن كان حكم التاريخ على أولئك قطعياً فهم ولوا إلى مزبلة التاريخ واليوم يُمجد “بيره يرد” من خلال مواقفه تلك.. وان قصيدته المشهورة (نه ورووز) التي لحنها الفنان الكبير قادر ديلان وأنشدها الشاعر الفنان الكبير محمد صالح ديلان أصبحت رمزاً من رموز هذه المناسبة العظيمة واقترنت بها فيقدم في بداية كل حفل نوروزي كنشيد نوروز لما يعبر الشاعر في مضمونها من الإشارة إلى التضحيات الجسام التي قدمها أبناء شعبه شباباً وشابات من اجل الحرية وهم أحياء مخلدون في ذاكرة الامة وليسوا بحاجة إلى اقامة مجالس المآتم والاحزان لهم لأنهم لن يموتوا، ولكنه يرى باطلالة “نوروز” آفاق المستقبل المشرق تشع من على سفوح جبال كوردستان مبشرة باليوم الجديد تسود فيه الحرية والسعادة لأبناء شعبه. بغداد تحتضن احتفالات نوروز: في فترات مختلفة احتضنت بغداد الحبيبة احياء مناسبة نوروز وكانت دوماً ملتقى للأحبة، ولكن في الفترة المحصورة بين آذار 1970-1974 كانت تقام فيها احتفالات نوروز بشكل رسمي في منطقة “صدر القناة” وكان يرأس لجنة الاحتفال الاستاذ المرحوم صالح اليوسفي مسؤول الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني آنذاك..
النار في علاقتها بنوروز وزرادشت
احدث اكتشاف النار انقلاباً جذرياً وقطيعة إبستمولوجية في حياة ونفسية الإنسان البدائي، لما لها من دور في ادخال الفرد عتبة الحضارة ،وصعدت من ادوات تكيفه مع الطبيعة القاسية، فأصبح بامكانه تناول اللحم ناضجاً بدل من أكله نيئاً ،وحصل على مصدر هام للطاقة والدفء. الإنسان البدائي حاول تبرير عدم قدرته على تفسيرالظواهر الطبيعية عبرعبادتها وتقديم القرابين البشرية لها-أي سلب الواقع ونقل المعضلة وتلصيقها بقوى غيبية- لأرضاءها وكف شرها، فظهرت في مصر تقديم القرابين للنيل خوفاً من فيضانه وما يجره الفيضان من اضرار بليغة ،وفي بلاد أخرى ظهرت عبدة النار وتعدت الاله حسب حاجة الإنسان إليها فظهر اله المطر بعل وإله الحب افروديت، وانسحبت وانعكست دور القوى الطبيعية على ذهنية الأديان الشمولية والعقلية الميتافيزيقية.
واتى زرادشت في هذه الفترة لكي يقف بوجه فكرة الالهة المتعددة وطرح فكرة الإله الواحد (اهورمزدا)والدين الواحد (مزديسنا) فاكد على تحطيم الالهة المحلية الأرضية واستبدالها بإله سماوي سرمدي غير مرئي في مقابل الالهة المرئية. الفكر الزرادشي قوبل من قبل المعارضين المعاصرين لها من اصحاب الوثنية واللاحقين المتمثل بالأديان الشمولية (الإسلام والمسيحية) بعداء شديد حدا بهم إلى وصفها بانعت الصفات من انها دين ثنائي تحكمها عقلية الصراع الازلي بين الخير والشر، اي انها ليس مثل الدين الإسلامي أو المسيحي الذي ينادي بالله الواحد الاحد. تقوم الذهنية الزرادشتية على القول ب(اهورمزدا) الخالق نفسه بنفسه، ولهذا الاأهورمزدا صفات الله، فمن الملائكة الذين يقوم عملهم على عبادته (الفرافاشي) إلى تنظيم الامور الكونية بما يتمثل مع طبيعته الخيرة، يتوجد اهريمان المقابل لأبليس في المفكرة الدينية بأعتباره المسؤؤل عن تسيرامور العالم الأرضي (عالم الظلمات)في مقابل عالم النور السماوي الازلي عالم اهومزدا، ياتي زرادشت ويختار ويكفل من قبل الله (اهورمزدا)ويستلم الرسالة من بهمن المقابل لجبريل في المثيولوجيا الإسلامية وينادي بتعاليمه التي تقوم على عبادة الله (اهورمزدا) امام معابد النار، لكن السؤال المطروح هنا؟ ما علاقة زرادشت بالنار وعلاقة الديانة الزرادشتية بها؟ وعلاقة كل ذلك بعيد نوروز المحتفل به من قبل الأكراد باعتباره عيداً قومياً ؟ الزرداشتيون كانوا ينصحون باقامة الصلوات الخمس أمام نور النار في معابد تقام في العراء، وتلعب النار دوراً هاماً في الزرادشتية باعتبارالنار تشكل حاجز صد في وجه قوى الظلام المتمثلة باهريمان، كما أن اهريمان يكره النار والنور ولا يعمل سوى في الظلام با عتباره إله عالم الظلمات، يشكل اشعال النار في نوروز الانتصار على قوى الشروالفرحة بابعادها، كما يتم طرد الشر المتمثل باهريمان بأيقاد النارفي الديانة الزرادشتية ففي كلاهما يتوجد النار كرمز للنصر على القوى الشريرة، من خلال هذا التحليل البسيط نجد ان وجود النار في الميثولوجيا الدينية تتجسد وتنسحب على المنظومة الفكرية والقومية للأكراد ويتم الربط بين النار والتحرر، التحرر من قوى الشر المتمثل في الأنظمة المضطهدة والمستبدة. أن وجود الامبراطورية الآشورية في الفترة التاريخية لأشعال النار كقوة مدمرة ومضطهدة للأمبراطوريات المجاورة (ميديا، بابل) حدا بهذا الشعوب للتعاقد على التخلص من هذه الامبراطورية والتخلص من ظلمها، التي تقول الروايات بانها كانت تقوم بسلخ جلود البشر تعبيراَ عن الوحشية ،ونجد التعاون والتقارب بين الامبراطورية الميدية وبابل يتوج بتزويج الملكة الميدية إميتس من نبوخد نصر ملك بابل وأهداء نبوخد نصر حدائقه المعلقة هدية لها. ويتم أختيار يوم (21)آذاراليوم الأول في السنة الكردية (يتساوى فيه الليل بالنهار) تأريخاً لبدء الحرب على هذه الامبرطورية، ويكون الأحتفال بالنصر احتفالاً نارياً، ليستمر ايقاد النار إلى يومنا هذا تعبيرأ على الانتصار.